فصل: فصل في أحوال النفساء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في أحوال النفساء:

النفاس لا يمتد في الذكران إلى أكثر من ثلاثين يوماً وفي الإناث إلى أربعين فما فوقها بقليل.
وتعرض للنفساء أمراض كثيرة كالنزف واحتباس الدم فيؤدي النزف إلى إسقاط الشهوة ويؤدي احتباس الطمث إلى حمّيات صعبة والى أورام صعبة وقد يعرض لها كثيراً خرّاج من الولادة العسرة وقد يعرض لها انتفاخ بطن وربما هلكت ودم النفاس أشد سواداَ من دم الطمث لأنه أطول مدة احتباس.
تدبير كثرة دمها: إذا كثر نزف دمها يجب أن تعصب يداها ويوضع على بطنها خرق مبلولة بخل وتحمل شيآفات من مثل الجلنار والكهرباء والورد والكندر بالشراب العفص وينبغي أن تجتنب الأدوية الكاوية فإنها رديئة للرحم لعصبانيتها ومما له خاصية في ذلك على ما قيل تعليق زبل الخنزير في صوفة وتعلق على فخذها.
تدبير قلة دمها: إذا وضعت أو أسقطت وخفت أن دمها يقلّ أو ظهر ذلك فالصواب أن تجتهد في إدرار دمها وترقيقه فإنه إن احتبس أحدث أوراماَ والتعطيس في ذلك نافع أيضاً ومن الأدوية الدخانية أن يبخر بالخردل والحرمل والمقل والمر.
وأيضاً التدخين بعين سمكة مملوحة أو بحافر فرس أو حمار.
فإن يغن ذلك شيئاً فلا بد من فصد الصافن ليخرج الدم ويمنع ضرر الامتلاء وتوريمه وربما أدر وفصد عرق مأبض الركبة أقوى من غيره.
تدبير حمّياتها: ماء الشعير نافع لها فإنه مع ذلك لا يحبس الطمث وكذلك الرمان الحلو وأكثر حمّياتها لاحتباس الطمث وإذا عولجت بفصد الصافن انتفعت به.
تدبير انتفاخ بطنها: تسقى الدحمرثا والكلكلانج وتسقى السكبينج والصعتر والمصطكي بالسوية.
تدبير أوجاع رحمها: تجلس في الماء الفاتر وتمرخ مواضعها بدهن البنفسج العذب مفتراً.
تدبيرجراحها: تعالج بالمرهم الأبيض ونحوه من المراهم الصالحة للجراحات على الأعضاء العصبية.
سائر أمراض الرحم سوى الأورام وما يجري مجراها.

.فصل في أحكام الطمث:

الطمث المعتدل في قدره وفي كيفيته وفي زمانه الجاري على عادته الطبيعية في كل مرة هو سبب لصحة المرأة ونقاء بدنها من كل ضار بالكمّ والكيف.
ويفيدها العفة وقلة الشبق.
والتقدير المعتدل للاقراء أن تطمث المرأة في كل عشرين يوماً إلى ثلاثين يوماً وأما ما فوق ذلك وما دونه الذي يقع في الخامس عشر والسادس عشر والتاسع عشر فغيرطبيعي وإذا تغيّر الطمث على التقدير عن حالته الطبيعية كان سبباً للأمراض الكثيرة وقلما يتفق أن يتغير في زمانه.
ومن مضار تغيّر الطمث إلى الزيادة ضعف المرأة أو تغيّر سحنتها وقلة اشتمالها وكثرة إسقاطها أو ولادها الضعيف الخسيس إذا ولدت.
وأما احتباس الطمث وقلته فإنه يهيّج فيها أمراض الامتلاء كلها ويهيئها للأورام وأوجاع الرأس وسائر الأعضاء وظلمة البصر والحواس وكدر الحس والحميات ويكثر معه امتلاء أوعية منيها فتكون شبقة غير عفيفة وغير قابلة للولد من الحبل لفساد رحمها ومنيّها ويؤدي بها الأمر إلى اختناق الرحم وضيق النفس واحتباسه والخفقان والغشي وربما ماتت.
ويعرض لها الأسر والتقطير لتسديد المواد وقد يعرض لها نفث الدم وقيؤه وخصوصاً في الأبكار وإسهاله.
وتختلف فيها هذه الأدواء بحسب اختلاف مزاجها فإن كانت صفراوية تولّدت فيها أمراض الصفراء وإن كانت سوداوية تولّدت فيها اْمراض السوداء وإن كانت بلغمية تولدت فيها أمراض البلغم وإن كانت دموية تولدت فيها أمراض الدم.
ومن النساء من يعجل ارتفاع طمثها فيرتفع في خمس وثلاثين سنة أو أربعين من عمرها ومنهن من يتأخر ذلكفيها إلى أن توافي خمسين سنة وربما أدى احتباس الطمث إلى تغيّر حال المرأة إلى الرجولية على ما قلناه في باب احتباس الطمث وربما ظهر لمن ينقطع طمثها لبن فيدل على ذلك وقد يقع احتباس الطمث لاتصال الرحم.

.فصل في إفراط سيلان الرحم:

الإفراط في ذلك قد يكون على سبيل دفع الطبيعة للفضول وذلك محمود إذا لم يؤد إلي فحش إفراط وسيلان غير محتاج إليه.
وقد يكون على سبيل المرض إما لحال في للرحم أو لحال في الدم.
فالكائن في الرحم إما ضعف الرحم وأوردته لسوء مزاج أو قروح وأكلة وبواسير وحكة وشقاق وإما انفتاح أفواه العروق وانقطاعها أو انصداعها! لسبب بدني أو خارجي من ضْربة أو سقطة أو نحو ذلك اْو سوء ولادة أو عسرها أو لشدة الحمل.
والكائن بسبب الدم إما لغلبته وكثرته وخروجه بقوته لا بقوة الطبيعة وإصلاحها.
فقد ذكرنا الذي يكون بتدبير الطبيعة وهما مختلفان وإن تقاربا في أنهما لا يحتبسان إلا عند الإضعاف وإما لم على البدن لضعف في البدن وإن لم يكن الدم جاوز الاعتدال في! كميته وكيفته وأما لحدة الدم أو رقّته ولطافته وأما لحرارته أو لكثرة المائية وا لر طوبة على أن كل نزف يبتدىء قليلاً رقيقاً ثم يأخذ لا محالة إلى غلظ مستمر غلظه ثم ينحدبر فيصير إلى الرقة والقلّة للمائية.
وِهذه هي الحال في كل نزف دم بأي سبب كانْ و! لسبب في ذلك أن أفواه العروق ومسالك الدم تكون أولاً ضيقة وفي الآخر تضيق أيضاً وتنضمم- لليبس وإذا فرط النزف تبعه ضعف الشهوة وضعفة الاستمراء وتهيج الأطراف والبدن ورداءة اللون وربما أدى ذلك إلى الاستسقاء.
وربما أدى كثرة خروج الدم إلى غلبة الصفراء فتعرض حميات صفراوية لذاعة والاشتغال الحرارة اللذاعة التي كانت تتعدل بالدم يعرض لها أيضاً فشعريرات.
فإذا عرضت هذه الحرارة زادت في سقوط الشهوة للطعام الذي أوجده ضعف المعدة لفقدان الدم ويعرض وجع في الصلب لتمتد الأعصاب الموضوعة في ذلك المكان وقد يكثر نزف الدم من الأرحام مع كثرة الأمطار.

.فصل في علامات الدماء الخارجة من الرحم:

أما ما كان على سبيل دفع الطبيعة فعلامته أن لا يلحقه ضرر بل يؤدي إلى المنفعة ولا يصحبه أذى ولا تغيّر من القوة، وأكثر ما يعرض في المنعمات وأما ما كان سببه الامتلاء العام- سواء دفعته الطبيعة أو غلب فاندفع- فعلامته امتلاء الجسد والوجه ودرور العروق وغير ذلك من علامات الامتلاء وقد يكون معه وجع وقد لا يكون وما لم يضعف لم يحتبس.
ويعرف الغالب مع الدم بأن يجفف الدم في خرقة بيضاء ثم يتأمل هل لونه إلى بياض أو صفرة أو سواد أو قرمزية فيستفرغ الخلط الذي غلب معه أيضا، وأما الكائن بسبب ضعف الرحم وانفتاح عروقه فيدلّ عليه خروج الدم صافياً غير موجع وإن كان السبب حدّة الدم عرف بلونه وحرقته وسرعة خروجه وقلة انقطاع خروجه.
وأما الكائن لرقة الدم عن مادة مائية ورطوبة فيكون الدم مائياً غير حاد ويتضرّر بالقوابض وربما ظهر عليها كالحبل وربما ظهر عليها كالطلق فتضع رطوبة ويكون عضل بطنها شديد الترهل كأنها لبن بعد يريد أن ينعقد جبناً وربما أضر بها المعالجات المذيبة لحرارتها فتزيد في مائية الدم وأما الكائن عن قروح فيكون مع مدّة ووجع.
وأما الكائن عن الآكلة فيخرج قليلاً قليلاً كالدردي وخصوصاً إذا كان عن الأوردة دون الشرايين وإذا كانت الآكلة في عنق الرحم كان اللون أقل سواداً لماذا كان هناك وعند فم الرحم أمكن أن يمس.
وأما الكائن عن البواسير فيكون له أدوار غير أدوار الحيض وربما لم يكن له بل كأنه يتبع الامتلاء وتكون علامات بواسير الرحم ظاهرة ويكون الدم في اللأكثر أسود إلا أن يكون عن الشرايين.
وربما كان الباسوري قطرة قطرة وكثيراً ما يصحب البواسير في الرحم صداع وثقل رأس ووجع في الأحشاء والكبد والطحال وإذا سال الدم من تلك البواسير زال ذلك العرض.

.فصل في علاج نزف الدم:

نذكر ههنا معالجات نزف الدم وفي آخره علاج المستحاضة أما الكائن على سبيل دفع الطبيعة والكائن عن الامتلاء وثقل الدم على البدن فينبغي أن لا يحبس حتى يخاف الضعف.
وربما أغنى الفصد عن انتظار ذلك لدفعه الامتلاء وجذبه المادة إلى الخَلاف إذا كان السبب المرّة الصفراوية استفرغ الصفراء وخصرصاً بمثل الشاهترج والهليلج بما فيه من قوة قابضة.
وإن كان السبب المائية فبإحدارها وجذبها إلي الخلاف ويسقى من الصمغ العربي والكثيراء.
وإن كان السبب ضعف الرحم جمع إلى الأدوية القابضة أدوية مقطعة مقوّية بعطريتها وخاصيتها.
وإن كان السبب قروحها عولجت بأدوية مركبة من مغرية.
قابضة ومحدرة.
والبواسير تعالج بعلاج البواسير وبزر الكتان بالماء الحار ويجب أن يراعى أوقات الرحة- إن كانت هناك أدوار- فيعالج حينئذ وفي أوقات الأدوار يعتمد على التسكين.
وإذا أفرط النزف وجب أن تربط اليدان مع أصل العضدين والرجلان مع أصل الفخذين عند الأربيتين ثم توضع المحاجم في أسفل الثدى وحيث تسلك العروق الصاعدة من الرحم إلى الثدي وتمص ويختار محاجم عظام فإنها تحبس الدم في الوقت ثم يجب أن تتبع بسائر العلاج وربما حبس النزف وضع المحاجم على ما بين الوركين.
ويجب أن تغذى المنزوفة مثل صفرة البيض النيمبرشت وكل سريع هضم مقو.
وربما احتيج إلى أن تغذى بماء اللحم القوي وقد حمض بالسماق.
وأما الكباب والأشوية الطيبة من اللحم الجيد فلا بد منه.
وكذلك الأخبصة الرطبة من السويق والنشا والشراب الحديث الغليظ الحلو القليل وتجتنب العتيق والرقيق.
وربما وافقها نبيذ العسل الطري.
وأما الأدوية المشتركة- وخصوصاً للنزف الحاد الحار- فإن لسان الحمل من أجودها بل لا نظير له وربما قطع النزف البتة شرباً وزرقاً وهو ينفع من المزمن وغير المزمن.
وشرب الخل أيضاً.
واستعمال الكافور شرباً واحتمالاً.
ومما ينفع من ذلك سقي اللبن المطبوخ بالحديد المحمى وفيه خبث الحديد طبخاً جيداً يسقى مع بعض القوابض كل يوم ثلاث أواق ورب حماض الأترج جيد جداً.
وكذلك سقي الصمغ العربي مع الكثيراء أو بزر الكتان بماء حار وأقراص الطباشير بالكافور نافع لهم جداً وأقراص الجلنار.
يؤخذ مومياي وطين مختوم وطين أرمني وشمث وعفص ودم الأخوين بالسوية يؤخذ من جملتها درهم ومن الكافور حبتان.
ومن المسك دانق يداف في أوقية من شراب الآس.
أخرى: يؤخذ أقاقيا جلنار وعفص هيوفسطيداس ساذج سماق منقى مر كندر أفيون يعجن بخل ثقيف قوي والشربة منه نصف درهم.
أخرى: يؤخذ زاج الأساكفة جفت البلوط مر كندر أفيون يعجن ويجعل حبًا ويسقى منه درهم جيد جداً.
أخرى: يشرب الودع المحرق وزن درهمين بماء السمّاق والسفرجل والبلح.
وأغذية هؤلاء قبل أن يحتاجوا إلى إنعاش القوة الهلام والقريص والمصوص من لحوم الجداء والطير الجبلي والمطجنات والعدسيات الحامضية يأكلها باردة ويجتنب كل طعام حار بالفعل أو بالقوة ومن الحمولات المشتركة حمولات تتخذ من المرتك والزاج والجلنار والطين المختوم الأرمني والكحل أو غير ذلك ونسخته: يؤخذ قلقطار وأقاقيا وقشور الكندر وكحل يتخذ منها أقراص ثم يؤخذ منها مثقال ومن الطين الأرمني والصمغ العربي والكهرباء من كل واحد مثقال يعجن في أوقيتين عصارة قابضة أو ماء ويحقن بها الرحم على ما علمت من صفة حقنة الرحم.
أخرى: يؤخذ نصف درهم شب وبزر البنج دانق أفيون دانق ويحتمل.
نسخة مجربة لنا: يؤخذ من بزر البقلة والكهرباء والصمغ وقشر البيض المحرق والقرطاس المحرق من كل واحد درهمان والعظم المحرق والكثيراء من كل واحد ثلاثة دراهم يخلط الجميع والشربة منها ثلاثة دراهم برب السفرجل.
فرزجة جيدة وخصوصأ للتأكل والقروح: وذلك بأن يؤخذ خزف التنّور عصارة لحية التيس أقاقيا يجمع ويتخذ منه فرزجة بماء العفص الفبئ.
أخرى: يؤخذ عفص فجّ جلنار نشا أفيون شب رواند صيني ورد حب الآس الأخضر سمّاق عصارة لحية التيس حبّ الحصرم قرطاس محرق صندل أبيض قشور الكندر طين المختوم أقماع الرمان شاذنج خزف جديد كزبرة يابسة يحتمل منه أربعة دراهم في صوفة خضراء مشرّبة بماء الآس وتمسكها الليل كله وربما عمل ذلك أقراصاً ويسقط القرطاس المحرق منها ويشرب منها مثقال بماء لسان الحمل.
وأيضاً جلّنار ووسخ السفود والقراطيس المحرقة وشبّ وزاج وكمّون منقع في خل وطين أرمني وربّ القرظ يعجن بماء الخلاف والكزبرة الخضراء ويحتمل الليل كله.